يشكّل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب صداعا طويل الأمد للأوروبيين، حيث إنه تعهد بزيادة الرسوم المفروضة على جميع السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وبالنسبة للاتحاد الأوروبي الذي لا يزال يعاني من عواقب أزمة الطاقة ويعارض الواردات الصينية، فقد يتلقى "صدمة ثلاثية" في حال نفذ ترامب وعوده.
شككوا في قدراته
وفقاً لاستطلاع حديث أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، يتقدم ترامب على الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن في 6 من الولايات 7 الأكثر تأرجحا قبل الانتخابات الأميركية عادة، الكثير من الناخبين غير راضين عن سياسة الهجرة والوضع الاقتصادي للبلاد، بالإضافة إلى ذلك "تتزايد الشكوك حول قدرات بايدن وأهليته لولاية رئاسية جديدة".
وأشارت الصحيفة إلى أن موقف كلا المرشحين سيء ولكن بايدن في وضع أصعب، فعندما طلب من المشاركين في الاستطلاع اختيار المرشح الأفضل جسديا وعقليا لإدارة البيت الأبيض، أجاب 48 في المئة على ترامب و28 في المئة.
الطرق القديمة
بينما تجري الاستعدادات للمعركة الانتخابية النهائية، حدد ترامب بالفعل خطة عمل لحماية المصالح الاقتصادية الأميركية، وكما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، يعتزم ترامب إعداد رسوم بنسبة 60 في المئة على جميع الواردات الصينية.
وكما كتبت صحيفة "إيكونوميست"، فإن الرئيس الأميركي السابق الذي شن حربا تجارية ليس فقط مع الصين، ولكن أيضا مع الاتحاد الأوروبي، لن ينسى أوروبا هذه المرة أيضا.
وفقا للمقال، ترامب سيعلن الحاجة إلى فرض رسوم بنسبة 10 في المئة على الأقل على جميع السلع من الاتحاد الأوروبي، وسيتخذ إجراءات أكثر صرامة مع مرور الوقت.
الاقتصاد في حالة ركود
نوايا ترامب غير الودية تسبب قلقا للأوروبيين، فهم لم يتعافوا بعد من عواقب أزمة الطاقة.
منذ بداية العقد، نما الاقتصاد الأوروبي بنسبة 4 في المئة فقط مقارنة بنمو 8 في المئة في الولايات المتحدة، ومنذ نهاية عام 2022 بدأ الركود في الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي، بما في ذلك المملكة المتحدة التي توقف النمو فيها تقريبا.
كما يتعرض الاتحاد الأوروبي لضغوط من نمو الإنتاج الصناعي وزيادة الواردات من الصين.
وقال المتخصص في قسم البحوث الاستراتيجية في "توتال ريسيرش" ياروسلاف أوستروفسكي: "تعرّض الواردات الصينية الرخيصة المنتجين المحليين الأوروبيين للخطر، مما يجعلهم غير قادرين على المنافسة ويجبرهم على خفض عدد الموظفين. من ناحية أخرى، يستفيد المستهلكون الأوروبيون من انخفاض أسعار السلع الأساسية، مما يساهم بشكل غير مباشر في خفض التضخم".
عواقب وخيمة
لا يزال ترامب يرى أن التعامل مع الاتحاد الأوروبي أكثر صعوبة من التعامل مع أي جهة أخرى، ويعتقد الرئيس السابق أن الاتحاد الأوروبي استخدم الولايات المتحدة منذ فترة طويلة لمصالحه الخاصة في مجال التجارة.
وقال يفغيني شاتوف من شركة "كابيتال لاب": "لأكثر من ثلاث سنوات، تجاوز العجز التجاري الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي 200 مليار دولار. لذلك فإن وصول ترامب إلى السلطة سيعيد "تهديدات الرسوم المضافة" إلى الواجهة، وذلك سيجلب لواشنطن مليارات الدولارات من العائدات، والتي ستوفر فرصة لخفض الضرائب على المنتجين المحليين".
إذا عاد ترامب إلى طرقه القديمة، فإن وضع جميع الصادرات الأوروبية إلى الولايات المتحدة سيتعرض للخطر وسيؤثر بشكل مباشر على 20 من دول الاتحاد الأوروبي الـ27 التي لديها ميزان تجاري إيجابي مع شركاء في الخارج.